مسلسل : 2 / الراسل : ممدوح عبد العزيز عاشور / الدولة : مصر ( ام الدنيا )
تاريخ التعليق : الأربعاء , 6 - 8 - 2008 الساعة : 1:56 صباحاً
--------------------------------------------------------------------------------
الكيل بمكيالين
لا أريد أن أخوض في مدى صحة تلك الادعاءات أو عدم صحتها، و لكن أريد أن أعلق على ذلك الأمر الذي أحزنك و أذهب النوم من عينيك يا سيد أوكامبو. لقد رأيت يا سيد أوكامبو المجازر و التهجير القسري، حسب ما تدَّعيه، في حق مواطني دارفور، فلماذا لم ترَ يا سيد أوكامبو المجازر التي لا يمكن وصفها و التهجير الذي لا يكاد أن يكون قد شهد التاريخ مثله و الذي ارتكب في حق الفلسطينيين و هو مستمر إلى الآن؟ ألم يرتكب اليهود بمساعدة بريطانيا خصوصاً و الغرب على مختلف سياساته عموماً مجازر و ما زالو يرتكبون بحق الشعب الفلسطيني و قد مضى على الفلسطينيون تحت هذه المجازر و هذا القمع ما يربو من قرن من الزمن و هذا يكفي لأن يعلم بمحنتهم النمل في جحوره و ليس البشر على وجه الأرض؟ أم أن الفلسطينيون ليسو بشر؟؟؟ على ما يبدو أنهم ليسو بشر لأن عقيدة اليهود المحرفة تقول ذلك و أنتم تصدقون اليهود لأنهم شعب ديمقراطي و متحضر.
لا أريد أن أقول لك يا سيد أوكامبو أن تنظر إلى ملفات المجازر الأميركية في فيتنام لأنك لعلك تقول أن الحقوق تسقط بالتقادم و قد سقط الحق الفيتنامي في رقاب جزاري أميركا، و لكن أستمر في سرد ما يدور الآن على أرض الواقع كما أشرت لما يحدث في فلسطين.
ألا يُعتببر يا سيد أوكامبوا قتل المدنيين في أفغانستان و العراق، لا أريد أن اتحدث عن شرعية الحرب أو عدم شرعيتها فالأمر أوضح من الشمس، نوعاً من الجرائم ضد الإنسانية؟ أم أن عين محكمتكم المختصة بالنظر على العراق و أفغانستان قد أصابها العَوَر و لا ترى ما يحدث هناك؟ ألم ترَ يا سيد أوكامبو ما حدث و يحدث في سجن أبو غريب و في معتقل غوانتانامو و ذلك انتهاك صارخ للاتفاقيات و المواثيق الدولية بحق أسرى الحروب و الأسرى بشكل عام؟ أم أن هذا أيضاً أمراً عادياً و لأن أميركا دولة ديمقراطية فهي ليست بحاجة إلى أوامر محاكم دولية لأن محاكمها تعمل ليل نهار على محاكمة مرتكبي تلك الجرائم؟