بحلقة "القاهرة اليوم"
أسامة انور عكاشة: الإسكندرية حلمي الضائع
جانب من الحلقة الفضائية
محيط - سميرة سليمان
استضافت حلقة الأربعاء الماضي من برنامج "القاهرة اليوم" على فضائية "اليوم" والتي يقدمها عمرو أديب الكاتب والسيناريست المصري الكبير أسامة أنور عكاشة ، حيث وجه له مقدم الحلقة سؤالا ببداية الحلقة: إلى أي نوع من الكتّاب تنتمي فهناك نوعان واحد يتمكن من الكتابة كل يوم حتى ولو كانت فكرته غير حاضرة، ونوع آخر يظل شهرا لا يكتب شيئا وفجأة يجد لديه القدرة على الكتابة والإنتاج ؟.
أجابه عكاشة أنه من النوع الثاني مؤكدا أن مقولة هبوط الوحي والإلهام هي مقولة غير صحيحة فالأمر كله لا يعدو كونه تعبيرات شعرية لا أكثر، لكن ما ينتباني هو اختمار الفكرة بداخلي، شئ ما يدور في أعماق الكاتب أو الفنان، شعور بإلحاح القلم وتدفق الأفكار.
أما عن رأيه في مسلسل الملك فاروق وأن البعض شبهه بأنه مثل عصا موسى يأكل ما قبله وما بعده أوضح عكاشة أن المسلسل خرج فنيا بشكل جيد خاصة وأن الناس لديها شوق وحب لمعرفة كل ما يتعلق بفترة حكم الملك فاروق، والمسلسل كعمل درامي هو شئ رائع ولكن يحمل بداخله مضمونا قد لا نتفق عليه وهذا ينبع من أن المسلسل تناول ما وراء الأحداث، وتناول أسئلة شائكة بحق الملك فاروق منها: هل كان فاروق ملكا صالحا، هل أفاد شعبه، وهل قدم شيئا لمصر؟.
وبرأي عكاشة أن المسلسل أخطأ لأنه قدم الملك فاروق بأنه أشبه بالملاك، وكان ضحية لمن حوله، مؤكدا أن الملك فاروق كان أسوأ ختام لأسرة محمد علي رغم ان من سبقه قدموا كثيرا لمصر مثل الخديو إسماعيل، والملك فؤاد، لكن فاروق لم يستطع أن يفعل شيئا لمصر.
مشهد من مسلسل الملك فاروق
وانتقل الحوار إلى نقطة أخرى وسأل عمرو أديب الكاتب الكبير أسامة انور عكاشة لماذا نرى حتى الآن أفلاما عن ناصر الثورة وناصر 56 ولا نرى أي عمل فنى عن ناصر 1967 أجابه عكاشة أنه حتى لا يوجد من قدم شيئا عن نصر 1973 يمكن أن نحترمه لأننا مازلنا نقيم حسابات وتوازنات ونخاف أن نخطي كثيرا في حقول الألغام.
وعن أحوال العالم العربي وخاصة فلسطين والعراق يرى عكاشة أن العرب كلهم في الهم شركاء وأننا جميعا أبناء قطرة رديئة مليئة بكل الإحباطات، فالقاهرة لا تختلف كثيرا عن بغداد
التي تعاني من حرب أهلية، فهي أيضا – أي القاهرة - ترزخ تحت ضغط التصريحات الوردية التي لا تمت للواقع بصلة، و تئن من فقدانها لرغيف الخبز، وماء الشرب.
وعن الفلسطنيين يقول عكاشة: أن أمرهم عجيب فالفصائل تتناحر على من يحكم دولة لم تقام حتى الآن، والفلسطينيون كانوا مثالا للنضال الشريف وقت الرئيس الراحل عرفات، واليوم نفاجأ أن الفلسطينيين فرقتين وداخل كل فرقة خلافات تنذر بتشظي الوضع بأكمله، الأمر الذي يثير الغضب ويجعلنا نتسائل هل تعودنا أن نقتل منا أكثر مما نقتل من أعدائنا؟.
ويضيف الكاتب: الوضع كله مزري فأنا أشعر بالمهانة من تبادل أسرى حزب الله أمام جثث لإسرائيل، فميزان الإنسان عندهم يختلف عنا. والأمة العربية الآن أدمنت البكاء واللطم على الخدود.
أما عن ظاهرة حزب الله يؤكد عكاشة أن انتصار حزب الله على إسرائيل أصبح أقصوصة تتناولها الألسن بأنها مؤامرة شيعية إيرانية تستهدف غسل أدمغة الناس لاجتذابهم إلى المذهب الشيعي.
ومن الشيعة إلى الإخوان المسلمين الذين وصفهم عكاشة بأنهم يملئون الساحة ضجيجا، وأنهم الفصيل السياسي الوحيد الذي يناور جيدا الان على الساحة فهم متمسكون جيدا بعقيدتهم ولهم تاريخ طويل منذ حسن البنا. ومع ذلك – والحديث لا يزال لعكاشة - فأنا أرى أنهم إذا وصلوا إلى الحكم فلن يستمروا كثيرا ولكن أنا مع أي تغيير في مصر لأنه سيكون دليلا على التجديد والحركة.
الإسكندرية عروس المتوسط
وعن محبوبته مدينة الإسكندرية يقول عكاشة: الإسكندرية تمثل الحلم الضائع والقاصر الذي يدور في خيال الزمن وله تجلياته في الواقع. فهي أقدم مدينة على قيد الحياة في مصر سيرد عليّ البعض قائلا: ان هناك طيبة والأقصر هما الأقدم وأجيب أن هذه المدن انقطع فيها زمن التواصل التاريخي لكن الإسكندرية لم ينقطع فيها هذا التواصل حتى الآن.
وتنتهي الحلقة بسؤال عن رؤية أسامة انور عكاشة لمستقبل مصر ويجيب قائلا: مستقبل مصر في التعليم الذي ستحطمه مصر عن طريق تحطيم وحدة الإنسان المصري، فالآن في مصر يوجد خمسة أنواع من المدارس ومن التعليم، ولذلك فسنجد الوحدة التي كنا نتباهى بها ستذهب أدراج الرياح، وعندما ينهار التعليم ينهار كل شئ. وأرى أن الأمور في مصر تجري نحو الانفجار.